عصا النبي صلى الله عليه وسلم

توطئة :

ورد ذكر العصا في القرآن في سيرة موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام ، والآيات الجسام ، ما آمن به السحرة المعاندون ، وقال المفسرون أن عصا موسى كانت هي عصا آدم التي نزل بها من الجنة، وتوارثها الأنبياء حتى وصلت لسيدنا شعيب فأهداها لسيدنا موسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام.

ومات سليمان عليه السلام وهو جالس على كرسيه متكئ على عصاه (منسأته والمنسأة هي العصا بلغة الحبشة) ، ولم يكتشفوا موته إلا بعد سنة كاملة . وكانت عصا سليمان من شجر الخرنوب .

مقدمة :

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً.

- وقال ابن عباس التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوكأ عليها .

- وروى في صحيح البخاري كرامة إضاءة عصا أسيد بن خضير وعباد بن بشر عندما إنصرفا من النبي صلى الله عليه وسلم وكانت الليلة مظلمة.

وقال الأمام القرطبي في تفسيره : إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان.

اسماء العصا :

1. الممشوق هو اسم عصا النبي صلى الله عليه وسلم.

2. وللعصا في اللغة العربية أسماء كثيرة منها العكازة أو العنزة أو المقرعة أو القصيب أو المحجن.

3. وتكون العصا من خشب الأشجار وقد يضاف لها حديد أو رمح في أسفلها لأغراض الحفر والدفاع.

4. وكانت عصا النبي صلى الله عليه وسلم من شجر الشوحط الجبلي (ويسمى ايضاَ شجر النبع او الشريان).

5. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل أحياناً عصا من جريد النخل.

6. وكانت عصا النبي صلى الله عليه وسلم يحملها بنفسه أو يحملها أحد أصحابه ويمشي بها أمامه.

7. ويسمى عبد الله بن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يحملها له ويمشي بها أمامه ، وقد شرف عبد الله بن مسعود ايضاً بمهام صاحب نعل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب سواكه وصاحب وساده . وقد أذن له النبي صلى الله عليه وسلم في الدخول عليه في أي وقت جاء في الحديث أن بعض الصحابة كانوا يظنون أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، لما يرون من دخوله ودخول أمه في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.

8. وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم العصا كهدية من النجاشي وهدى العصا لعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن أنيس وقيس بن زيد رضي الله عنهم.

9. ورخص في قطع شجر المدينة إذا كان القطع لعصا يساق بها.

10. ويكون النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على حوضة وهو يحمل عصاه ويدعو أمته للشرب.

وظائف العصا عند النبي صلى الله عليه وسلم

(أ) الأغراض الشخصية

1. كان يتوكا عليها في المشي.

2. وكان يسوق بها دابته.

3. الدفاع ضد الهوام والحشرات السامة.

4. يحفر بها الأرض الصلبة عند الاستنجاء خوفاً من الرشاش(طرفها حديدة) وتسمى عنزة.

5. كان يتناول بها الأشياء العالية المعلقة.

6. كان ينكت بها في الأرض .

(ب) الأغراض العامة :

1. كان يخطب وهو يعتمد عليها في صلاة الجمعة.

2. كان يستلم بها الحجر الأسود في الطواف – محجن وهو عصا محنية الرأس وزاد مسلم ويقبل المحجن.

3. كانت تركز بين يديه في الصلاة ستر للمصلي – عنزة عصا اقصر من الرمح لها سنان .

4. كان يسير بها ويركز بها اهتمام أصحابه.

5. وفي فتح مكة كان يشير بعصاه للأصنام فتسقط.

6. كان يمس بها اصاحبه لتنبيههم.

كسر عصا النبي صلى الله عليه وسلم

توارث عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت في منبره بالمسجد النبوي : أبوبكر وعمر وعثمان ، وفي الفتنة الكبرى كان عثمان يخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم فهجم عليه جهجاه الغفاري وقال له : قم نعثل فأنزل عن هذا المنبر ، وأخذ منه العصا فكسرها على ركبته اليمنى فدخلت سريحة منها رجله وبقى جرحه يزيد ويتعفن حتى خرج منه الدود ومات بذلك قبل أن يحول عليه الحول. وأخذ عثمان العصا المكسورة ، وأمر بها فشدوها ، فكانت مضببة، وتمت محاصرته وقتله بعد هذا الحادث بأسبوعين. وجهجاه صحابي شهد بيعة الرضوان وغزوة المريسيع وكان يعمل أجيراً لعمر بن الخطاب ، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الكافر يأكل سبعة إمعاء والمؤمن يأكل في معي واحدة ، لأنه قبل أن يسلم شرب حليب 7 شياه وبعد إسلامه لم يستتم شرب حليب شاة واحدة.